تزلج على منحدرات القمامة
صوت خشن فيه بعض التعب في المقعد الخلفي جداً:
– ”لا أفهم كيف يفكرون ، لم أعد أطيقهم ولا أطيق أن أسمع، أقرأ أو أرى أياً مما يخرج منهم”
– “…”
– “حتى لو كان بعضنا تافه لدرجة ارتكاب أخطاء ، لا يمكن أن يسقط هذا علينا جميعاً هم لا يشكلون شيئاً منا، قد يكون لأخطائهم مايبررها بنظرهم ، حتى بهكذا حالة ، يجب أن يفهموا أنهم يلطخون موقفاً جمعياً، يجب أن يفهم (الآخرون) أن بعض من يحسبون علينا يعبرون عن انفسهم وانفسهم فقط”
– “…”
– “الحق على من مثلنا على من يحمل فكراً أصيلاً من موقفنا من الكارثة، يجب أن ننبذ هؤلاء منا رغم أن تصرفاً كهذا سيضعفنا ويشتتنا ربما، لكن هو أمر حتمي، يجب أن نخرج ما يضعنا بموضع متهمين فنضالنا هنا لغاية سامية، لا أتحمل مجرد التفكير بوجودهم بيننا”
– “….”
– “بعض أهالي الحي وبرودهم تجاه واجباتهم في ما نحن فيه وضعنا في عنق الزجاجة، هم من يدخل غرباء إلى الحي ويتواصلون معهم، تافهون ..!! أنبق مكتوفي الأيدي؟ دواهم بالعين الحمرا سيأتي يوم ويدفعون ثمن عيشهم في النكران”
– “…”
– “أخي الأكبر سيصيبني بالجنون ، لم أعد أعرفه، منذ شجارنا حول الأحداث لم أتحدث إليه أو أزره …حتى أنت، ما بالك وكأني أتحدث لنفسي؟ دعك من مثالياتك لن تأتيك بخبزك ، سيأتي يوم تقول فيه وتندم فيه”
– “نزلنا ع اليمين معلم… بشوفك”
شق شاب طريقه خارجاً ، دفعني فضولي لأنظر للخلف، لم يكن هناك أحد في المقعد، مكبر صوت تالف يحشرج بصوت نجاة “إن له في بلاده حباب…”
Occupy عين الكرش
اليوم الأول:
على المداخل والمخارج ليحموا الحي ، قفلوه ولن يدخله (الآخرون)
اليوم الثاني:
”سمعتوا القصف والرصاص؟ الله يقويهم ما عم يقصروا”
اليوم الثالث:
”ضب اللي ممكن ينسرق من بيتك بسرعة ، دبرتلك سوزوكي”
اليوم الرابع إلى الخامس عشر:
كأس شاي شبه أسود ، و “سنرجع يوماً إلى حينا”
لا أذكر تاريخ اليوم … أول زيارة للبيت:
”دير بالك .. قد ينهار الجدار لأي حركة غلط”
اليوم التالي: => اليوم الأول
”أديش الأجارات عندكم؟” .. “ليك لا تجي من شارع المقبرة ، لف من عند محل الفروج في قناصة هنيك” … “حرقولنا بيتنا” .. “الله لا يقيمه ، طلع منن” .. “لقوها مقتولة ومرمية عالطريق” .. “ما رجع لهلق ، يمكن خلص أهله ماعاد متأملين بجيته”
مصالحة زمنية
– ”لعمى عالبلا ، مبارح حطولنا بأول الحارة حاجز”
– “أي”
– “شو أي؟؟ حاجز وعساكر وكياس وعم يقلي أبو أسامة انه الحواجز اللي نصبوها عندهن معها (دبابات/ طوشكا) ، عندكن هيك شي؟”
– “يمكن”
– “شو يمكن؟ في ولا ما في؟”
– “بآخر العام الدراسي، مو هاد اللي قبله ، لأقدر فوت الولاد عالبيت من الطريق ، عملولي تغطية نيران ومرقوني تحت الرصاص ونحن مقرفصين وعم نركض .. الحواجز هون عملولها تواليتات ومنامة ، واحد منن حكالي انه استأجر لعروسته قبو حد الحاجز رغم انه اغلى صار من الملاحق.. ما حدا عم يرغب فيا .. بتعرف ”
مسخ طبوغرافي بين رجل دين وسياسي
– “كل الأقوام الفاسقين بقصص القرآن الله عاقبهن ، اللي مسخهن قردة وخنازير واللي ارسل عليهم وباء واللي مسح جناتهم واللي ارسل لهم جبريل قلب مدينتهم عاليها واطيها .. هلق هي العقوبات كلها مجازية”
– “كيف يعني؟”
– “عندهم تردد الـ (محطة اخبارية) الجديد؟ اندهله يحط عليا لقلك”
– “انتو حطب هذا الجحيم .. اي والله”
– “لا تكفر .. ! انتو دخانه”
– “الجحيم ماله دخان”
– “بيتك بيطل عالسبينة؟”
– “شو هي السبينة؟”
(دخل إعلامي في اللحظة)
– “حاسبونا، بدنا نسكر المحل بعد اذنكم ، بنعتذر”
الهويات يا شباب