إن كنت ممن يشترون قطع ومعدات تقنية من سوق دمشق أو من أسواق المحافظات الأخرى لابد أنك قد مررت بموقف منغص أزعجك من بعضها ودفعك إلى التوقف عن التعامل مع بعضها الآخر، سأسلك سبيل الغصة في الذاكرتي مع هذه الشركات على مدى 10 سنين تقريباً:
حظك اليوم
تعتبر علب قطع وتجهيزات الكومبيوتر بمثابة علب اليانصيب في بعض الشركات لأسباب كثيرة:
– بعض الشركات تقوم باستخدام قطع من مستودعاتها لفحص كومبيوترات تقوم بصيانتها أي: يحاول قسم الصيانة في الشركة تجربة كرت شاشة مثلاً من القطع المختومة على حاسب معطل وتعاد القطعة للمستودع لتباع لزبون (في شركة الخطيب الهندسية ومركز الشام في الحلبوني)
– يحاول البعض التستر على عطب في جراء حادث في إحدى القطع على وضعها في صندوق جديد ويحاول تغليفها ليغيبه وتفاجأ بها معطوبة في المنزل وعند محاولة مراجعتهم يردون بغضب أنك من عطبها (جرت معي في Digital Net عدة مرات)
– للرامات وعلب التغذية الحصة الأكبر في مايفاجئك بعطل كامل فيه بمجرد شرائه، كيف لا والبائع متفق على نسبة عطل تذهب لقيم عالية يتفق مع مزوده بتبديلها إذا وجدت، لذلك تجد صوت البائع مرتاحاً إن أخبرته أن القطعة التي اشتريتها تواً تالفة ، ويجيبك بسرعة: “أحضرها لنبدلها لك” هذا إن لم يجعلك تنتظر 4 أيام “للتأكد” بأن العطل موجود حقاً وكأن هذا الأمر بعيد جداً عن الحدوث، يحدث هذا وكأن “أحضرها لنبدلها” أكر سهل لأنك تسكن فوق مقر الشركة ولا يتطلب منك الأمر رحلة قد تدفع فيها مبلغاً يقارب ثمن القطعة إن كنت مستعجلاً (جرت معي في أغلب الشركات وبموضوع التأخير أربعة أيام للصيانة في Digital Net)
ألعاب وحيل
القطعة المعروضة هي الأخيرة:
يشعر بعض الباعة وكأنك صفعتهم على وجههم إن طلبت قطعة غير المفتوحة أو طلبت استبدالها بسب وسواسك من مظهرها، وكذلك وأهم من هذا إن طلبت قطعة غير المعروضة: في أحد زياراتي لـ digital net لشراء لابتوب لأختي الكبرى وقع اختيارنا على لابتوب كومباك كان جيداً بمواصفاته و بسعره، وكل شيء على ما يرام إلى أن قال البائع ، لايوجد سوى هذه القطعة، وبعد بحث مزيف أضاف أن الفروع الأخرى بالشركة لا تملك هذا اللابتوب، مما دفعنا لشراء القطعة المعروضة، كانت تبدو جيدة من الخارج، صدف أن ذهبت في اليوم التالي لهذه الشركة ووجدت ذات الطراز معروضاً على الرف ، يمكنكم تخيل شكل وجه الشاب الذي اندفع نحوي بضحكة المرتبك يحاول تبرير وجوده على الرف.
خذ هذه وسأحسمها لك:
في شركة الخطيب الهندسية جرى ما هو أعجب من هذا، عند ذهابي لاستلام قطع كنت قد سجلت طلباً فيها فاجأني أمين مستودع الشركة بأمرين ، الأول أن مبرد المعالج المسجل لي في الطلب هو معطوب ، واستغرب تسجيله لأ، قسم المبيعات يعلمون بتلفه، أما الأمر الآخر فكان محاولته (أمين المستودع) بيعي شاشة مفتوحة العلبة على أن يحسم لي 300 ليرة من قيمتها، فرفضت ، لأجدها بين القطع عندما وصلت للمنزل ولم يتم حسم أي مبلغ على الفاتورة، اتصلت بمدير مبيعاتهم للاعتراض على ماجرى فكان رده ببساطة “جيبها لنبدلها” هذه الكلمة التي ستكلفني 20 كيلو متر ذهاباً ومثلهم في الإياب لأصحح محاولة احتيال من قبل امين مستودعهم.
أنا مادخلني .. الدليل قالولو
أكبر نكتة في سوق الكومبيوتر وقطعه هي الكفالة، هذه الكلمة التي يفسرها كل مركز وشركة على “كيفه” وهو القاضي والجلاد والمدعي بآن واحد فيها، وخير جلاد .. أقصد مثال على هذا الموضوع هو ماركة ASUS وشركة Digital Plus، وفي هذه الماركة يحضرني حادثتين الأولى مع مركز إيبلا وموضوعها لوحة أم أقر قسم الصيانة بإيبلا على وجود عطل فيها فيما التصق موظف مبيعاتها بتقرير Digital Plus الذي يبين خلوها من أي عطل ، وعند مواجهتهم بضرورة حمايتي كزبون ردوا بالرفض، وقعت القطيعة بيننا بعد وصفي لهم بأنهم مجرد “سماسرة قطع من يد الوكيل ليد الزبون”.
أما الحادث الثاني فيخص محمول المدير العام الذي رده قسم الصيانة في ديجيتال بلس مع تقرير وقوع مادة سائلة سكرية القوام على منطقة “التتش باد” مما أدى لتلف الزر الأيمن (فقط) وأن العطل سبب سوء استخدام، ورغم توضيح المدير العام لهم بأن هذا أمر مستحيل وأنه جرى تحت مراقبته ودون سابق إنذار لم تلق كلماته أذناً عندهم.
القاعدة رقم 1 في كفالة السوق: السبب سوء استخدام حتى يثبت العكس
الفوج الثالث
لا توجد في السوق بشكل عام ماركة حافظت على سمعتها في الجودة لأكثر من سنة أو اثنتين منذ ذيوع صيتها ، وما تلبث أن يصبح لها العديد من الموزعين وتتردى بالجودة لتغيب وتظهر أخرى غيرها.
ولاختراع الماركات قصة طويلة فمنها ما يقارب ماركة شهيرة بالاسم أو يستخدم نفس العلامة التجارية للماركة دون ان تدري بها الشركة الأم، ومنها ما يكون أصلاً غريباً ومن ثم يأتي ما يقلده، والأغرب من هذا كله ، استخدام ماركة منقرضة كما تفعل شركة Syrtech في ادعائها بوجود قطع من ماركة Space Walker التي انقرضت منذ أكثر من 8 سنين لديها.
دعم فني جداً
إن كان هناك قطاع يشاد به في سوق الكومبيوتر فهو أقسام الصيانة في الشركات الكبيرة وتجاربي مع أغلبها ممتازة إلا في مرة ذهلت لما جرى في مركز صيانة ديجيتال نت، فلما أرسل لابتوب لإحدى الفتيات لهم ، لم تسحب بياناتها الشخصية منه بحساب أن شركة كبيرة مثل هذه لن تعبث ببيانات زبائنها وكانت المشكلة في مروحة الجهاز .. لكن ما فاجأها لاحقاً أن قسم الصيانة العتيد قد قام بإعادة ضبط كلمة مرورها ودخل إلى ملفاتها وخاصة الصور، وما أثبت هذا وجود روابط لكثير من الـ Recent Files التي أفرغتها قبل تسليمهم الحاسب.
وعند عرض المسألة على الشركة ثاروا وغضبوا على موظف الصيانة ووعدوا أن يعاقبوه، لم تكن تريد صاحبة الحاسب أن يوقع عقاب بأحد ، بل تريد أن تكون شركة مثل هذه على مستوى اسمها في السوق ، وتكون لديها إجراءات تمنع مثل هذا العبث.
لايمني عالفلوس ألايمك عالبضاعة
كنت سأقفل المقال لولا اتصال أتاني من وكالة طابعات HP في دمشق Printex أو كما كانت تدعى في السابق ليون وعلوش، هذه الشركة رائعة بمدى اهتمامها بالزبون ، يتصلون بي أسبوعياً ويسألون عن أحوال الطباعات الاثنى عشر في الشركة وإن كانت محابرها جيدة ونظيفة .. الخ حتى أنهم في حال وجود حالة صيانة أو شراء يجلبونها لمكتبي قاطعين مسافات طويلة وهذه خدمة رائعة على مستوى شركات التقنية ، لكن ما لا تفهمه هذه الشركة هي أننا لسنا “محل سمانة” وإنما شركة لها سياستها بآلية الشراء لا تدفع مباشرة عند التسليم وإنما بعد انتهاء بعض الورقيات مما يربكنا دوماً، حالها حال الكثير من موزعي وموردي المعدات التقنية الذين طردوا من قواميسهم لفظة آجل ، مهما كانت الشركة التي يتعاملون معها كبيرة أو صغيرة.
وصل حجم تعاملنا مع أحد شركات الكومبيوتر في دمشق إلى ملايين الليرات ومع هذا لازالو يتمسكون بعد تقديم أي تسهيلات مالية لزبائنهم.
نهاية
لا أظن أني أسأت لأحد في مقالي هذا، هي أحداث جرت معي لايمكن لأي منهم تكذيبها، ومابقي هو الأعظم.
هناك شركات لم أجلب ذكرها وكنت قد تعاملت معها تشترك ومن ذكرتهم ببعض المشاكل لكنها كانت بأثر مهمل قياساً بأبطال المقال