غزة .. مصرياً

عوامل عديدة تتداخل لتنسج الموقف المصري فقيادة مصر أولاً لا تستطيع الخروج عن إرادة أمريكا فيما يجري وثانياً قد اتفقت وقدمت ضمانات لإسرائيل ووصّفت دورها فيما سيأتي معها وموقعها منه، هذا ما يقودنا للعامل الثالث وهو الابتعاد قدر الإمكان عن الالتفاف حول حماس وكذلك عن التعاطف والتضامن معها والتي تعتبرها امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين عندهم، فلا تريد لها أن تكون ورقة رابحة في يد الجماعة.
مصر والسعودية كقيادة ترفضان نجاح أي حركة على مستوى شعبي أو فصائلي، ترفضان كل مالم يخرج من ديوان رئاستهم.

لا أستغرب اتفاقهم مع اسرائيل على هذا، طالما أن هدفاً مشتركاً يجمع بينهما، وكذلك (وعلى سبيل المثال) لا أستغرب حملاتهم الإعلامية الموازية لموقف العدو مثل تصريحات موظفي الإدارة المصرية وبعض أوجه المجتمع المصري مثل الممثل عادل إمام بالإدلاء بما أدلى به من رفض لمظاهرات واعتصامات ورفض لما تقوم به حماس قبل أو بعد الضربة وتحميلهم مسؤولية مايجري فيه، طالما أن له موقف الدولة من معارضة لوجود التطرف الإسلامي ممثلاً بجماعة الإخوان التي هي بدورها أيضاً استغلت الأزمة ووجهتها بما يوافق أشرعة أهدافها إقليمياً، أجدهم يتنططون على المنابر في الأردن ومصر، حتى أنهم صنفوا موقف سوريا البارحة.

هذا ما يقف أمام عدم فتح المعابر وتشديد الرقابة عليها، مهملة أهمية قتل أهل غزة أمام نجاحها في غاياتها، محولة هذا العدوان لساحة لتصفية حساباتها.

الأوسمة: مصر, معبر رفح, حرب إبادة, عدوان, غزة